الدنيا حلوة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدنيا حلوة

أجمل سنين العمر تعيشها وأنت مع حبيبك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الهاتف عدو الحب الأول !!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
lovely bebo
المشرفون
المشرفون
lovely bebo


انثى
عدد الرسائل : 47
العمر : 31
الموقع : www.sweet-bebo143.piczo.com
الدولة : فــــلــــــســـطــــيــــن
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

الهاتف عدو الحب الأول !!! Empty
مُساهمةموضوع: الهاتف عدو الحب الأول !!!   الهاتف عدو الحب الأول !!! I_icon_minitimeالأحد مارس 09, 2008 5:21 am

لهاتف عدو الحب الأول!

كان الشاعر إذا فارق محبوبته لا يكاد يعرف عنها أي خبر. فلا يدري أفي الأحياء هي أم في الأموات؟ أمحافظة على العهد أم أنها أصغت لحديث الوشاة؟ فتتدفق مشاعره بالشعر الرقيق المعبر عن الشوق والخوف والألم والأمل وينصرف الشاعر إلى القمر يسائله هل رأى المحبوبة أو أظل أرضا تقيم فيها؟ ويتحسس النسيم العليل القادم من جهتها عله يشم فيه ريا عبيرها وعطر روابي تسكنها: أليس اليل يجمع أم عمروإيانا فذاك لنا تداــــــنينعم!. وترى الهلال كما أراهوبعلوها النهار كما علاني
فاليل والنجوم والكواكب والبدر كلها كانت تشارك في عملية "اتصال" بين الشاعر ومحبوبته: فرسوله اليلة القمر، ورسوله اليلة التي بعدها "نسيم الصبا". أما وقد " ابتدعنا" هذا الجهاز البليد المسمى " بالهاتف" فقد أصبح الشاعرمبتورا عن محيط الطبيعة من حوله، يتعامل مع مشاعره بطريقة آلية "قانونية" " فردية" مبتورة عن الطبيعة مما أفقده متعة مشاركة الطبيعة كلها من حوله في التواصل بينه وبين محبوبته، فهواليوم وإن كان في أقصى الدنيا قادر على أن يكلم محبوبته كل وقت شاء ولساعات طوال، وأصبح صوت " نداء المحبوب" يأتي بنفس الرنة التي تأتي من طرف العدو والصديق ومكان العمل : رنة مزعجة تشبه "النفخ في الصور" خالية من المشاعر ومن "الخاصية" التي لا تستغني عنها النفس الأديبة...يرن الهاتف، فيكون وراء تلك الرنة مطالبون بدفع فاتورة الكهرباء أوالماء أحيانا، أو يكون المتصل مسؤول في الإدارة التي يعمل فيها الشاعر يريد منه أشياء "شيئية" باردة، أوقد يكون المتصل هو "المحبوبة" المسكينة ، لا يهم:" تشابهت المنا كب والرؤس"!. أما أن يكون النسيم يحمل ريا المحبوبة فيتلقفه الشاعر المدنف فذلك شيء فقدناه بسبب وسائل الحضارة التي نعيش: هبت لنا من رياح الغوررائحـــــــة بـــــــــعد الرقاد عرفناها بريــــــاكسهم أصاب وراميه بذي ســـــــــلم من بالعراق، لقد أبعدت مرمــــــاك!وعد لعينيك عندي ما وفيت بــــــــه يا قرب ما كذبت عيني عينــــــــاكأنت النعيم لقلبي والعذاب لــــــــــــه فما أمرك في قلبي وأحـــــــــــلاك!*** **** ***وبما أن حضارتنا المعاصرة ابتدعت لنا هذه الاتصالات الحديثة، فإننا لن نلفي شاعرا يجد نفسه في حالة نفسية تسمح له بإنتاج نص شعري شوقا إلى محبوب تفصل بينه وبينه سلسلة من الجبال:أيا جبلي نعمان بالله خلـــــيا نسيم الصبا يخلص إلي نسيمهاأجد بردها لتشف مني حرارة على كبد لم يبق إلا صميمـــهافإن الصبا ريح إذا ما تنسمت على نفس مهموم تجلت همومها
فلو كان قائل هذه الأبيات في عصرنا، لأخذ مفاتيح سيارته وانطلق إلى المحبوبة ليصلها بعد ساعات ولما كتب حرفا من هذا الشعر الذي يقطر عذوبة وروعة!إن العصر الذي نعيش فيه يقتل الإبداع والروح، ولا يسمح لأهله أن يخاطبوا أنفسهم أو "ينفردوا بها"، فمشاغله وسرعته وتقارب الزمن فيه، كلها عوامل حولتنا إلى مجموعة من " متصوفة الرأسمالية" المجدين المهوسين ب"المادي" و"الحسي" على حساب الروحي والمعنوي.إننا نحتاج – في هذا العصر الذي يطحننا طحنا- إلى مجالس مثل ذلك المجلس الذي وصف أبو حيان التوحيدي في كتابه الممتع المؤنس: " الإمتاع والمؤانسة" حيث وصف مجلس أحد الأدباء عندما أنشدته جاريته:" لو أن ما تبتليني الحادثات به يلقى على الماء لم شرب من الكدر!"علق واصفا ذلك المجلس قائلا: " هناك ترى والله أحداق الحاضرين باهتة، ودموعهم متحدرة، وشهيقهم قد علا رحمة له، ورقة عليه، ومساعدة لحاله، وهذه صورة إذا استولت على أهل مجلس وجدت لها عدوى لا تلمك، وغاية لا تدرك، لأنه قلما يخلو إنسان من صبوة أو صبابة، أو حسرة على فائت أو فكر في متمنى أو خوف من قطيعة، أو رجاء لمنتظر، أو حزن على حال" (4).فمجالس من هذا النوع يمكن أن تساهم في رد إنسانيتنا المسلوبة وأرواحنا المنهوبة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الهاتف عدو الحب الأول !!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الدنيا حلوة :: المنتدى الثقافي :: الشعر والأدب-
انتقل الى: